10 فراغات مظلمة نادرة تظهر فوق جزيرة نائية قرب القارة القطبية الجنوبية

في ظاهرة فريدة من نوعها، تم رصد 10 فراغات مظلمة بارزة فوق المحيط الهندي الجنوبي، حيث شكلت مظهراً مدهشاً على ارتفاع تفوق 3 كيلومترات، تقع هذه الظاهرة على بعد 1,500 كيلومتر شمال القارة القطبية الجنوبية، وقد تكونت بفعل اضطرابات في طبقات الغلاف الجوي، إذ تبدو السحب وكأنها مثقوبة بثقوب سوداء محددة المعالم.
ترتبط هذه الظاهرة جبل ماوسون بيك، وهو بركان شاهق يبلغ ارتفاعه 2.7 كيلومتر، يقع بتضاريس جزيرة هيرد النائية، حيث أدت الرياح القوية حول قمته إلى تشكيل سحب ذات أشكال حلزونية غير مألوفة، مما يجعله مشهداً استثنائياً، يتميز بظهوره الواضح من الفضاء، ويعكس تأثير العوامل الجوية.
تشير التقارير من مرصد الأرض التابع لناسا إلى أن هذه التشكيلات السحابية تُعرف بدوامات فون كارمان، وهي نتيجة تدفق الهواء حول عائق ما، مما ينشئ تيارات هوائية متعاكسة الاتجاه، وبفضل الرياح الغربية القوية، ساعدت هذه العوامل على تشكيل دوامات بزاوية دائرية تكاد تصل إلى 90 درجة، مما أضاف لمسة فريدة للمشهد.
تُعتبر هذه الدوامات عادةً خيوطًا رفيعة تظهر في مناطق مثل جزيرة بير أو جزيرة جوادالوبي، ولكن المشهد فوق جزيرة هيرد فهو مختلف تماماً، حيث إن الغطاء السحابي الكثيف سمح لهذه الدوامات باختراق قمم السحب تاركةً ثقوبًا غير تقليدية، في تجسيد خاص يعكس جمال الطقس.
على الرغم من أن جبل ماوسون بيك يعتبر أصغر من جبال أخرى التي قد تسبب الدوامات، إلا أن هذه الظاهرة نادرة جداً، وشهدت الجزيرة أنماطاً جوية مشابهة من قبل، مثل تدفق الهواء المستقيم في عام 2015، لكن ما شهدناه مؤخراً يُعتبر من بين أكثر المشاهد دراماتيكية.
توضح الصور التي نشرتها ناسا العلاقات المعقدة بين الجغرافيا والمناخ، ويعكس كيف أن جبلًا بركانيًا منعزلًا بإمكانه ترك بصمة مرئية في الغلاف الجوي، يمكن رؤيتها بوضوح من الفضاء، مما يعزز فهمنا لتفاعلات الطبيعة ومدى تأثيرها على ظواهر الطقس.