لم يكن ما تحقق لكرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة مجرد ضربة حظ، بل نتيجة مشروع وطني بدأ منذ نحو عقدين، اعتمد على رؤية استراتيجية طويلة المدى واستثمار واسع في البنية التحتية والمواهب داخل البلاد وخارجها.
فمن إنجاز المنتخب الأول في كأس العالم 2022 بالوصول إلى نصف النهائي، إلى المنتخب النسائي المتألق، ومنتخب الصالات المصنف بين الأقوى عالميًا، وصولًا إلى تتويج منتخب الشباب بكأس العالم 2025، أصبحت التجربة المغربية نموذجًا رياضيًا يحتذى في العالم العربي وإفريقيا.
التحول بدأ بإنشاء أكاديمية الملك محمد السادس لكرة القدم عام 2007، بتكلفة بلغت 15 مليون دولار على مساحة 18 كيلومترًا مربعًا بمدينة سلا، لتصبح مركزًا متكاملًا لتكوين اللاعبين من مختلف الفئات السنية. وقد خرّجت الأكاديمية أسماء بارزة مثل يوسف النصيري، نايف أكرد، وعز الدين أوناحي.
ويقف فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منذ عام 2014، خلف هذه النهضة، بعد أن قاد مشروع تطوير شامل شمل إنشاء مجمع محمد السادس لكرة القدم عام 2019، إلى جانب تطوير الأندية والاهتمام بالفئات العمرية والمواهب المهاجرة.
وتُوج هذا العمل المنظم بإنجازات تاريخية، أبرزها فوز منتخب الشباب بكأس العالم 2025 في تشيلي بعد تفوقه على الأرجنتين في النهائي بهدفين دون رد، بقيادة المدرب محمد وهبي وتألق نجوم مثل ياسر الزبيري وعثمان معما.
بهذا، تؤكد كرة القدم المغربية أن النجاح لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة تخطيط ورؤية واستثمار مستمر في الإنسان والمنشآت.
