البتراء تحتفل بذكرى اختيارها كعجيبة عالمية وسط أزمة سياحية غير مسبوقة وإغلاقات واسعة
في وقت تزامن مع ذكرى اختيار البترا كثاني عجائب الدنيا السبع، يظهر الوضع الحالي للمدينة الأثرية بصورة قاتمة, هذا العام، تغيب الاحتفالات السابقة، لتكون بدلاً منها مشاعر الإحباط بسبب أزمة سياحية غير مسبوقة, تراجع عدد الزوار الأجانب بنسبة تتجاوز الـ 70% مقارنة بالأعوام الماضية، ما أدى إلى إغلاق أكثر من نصف فنادق المدينة وتسرح عدد كبير من العاملين فيها.
أرقام مقلقة تظهر الواقع
تظهر الأرقام الرسمية أن أعداد الزوار تراجعت بشكل كبير, خلال شهر يونيو الماضي، زار البترا نحو 16,207 زائر، بينما كانت الأعداد تصل إلى 68,349 في نفس الشهر من عام 2023, مقارنة بعام 2019، حيث بلغت الأعداد 53,888 زائر، يبدو الوضع أكثر خطورة: إجمالي الزوار في النصف الأول من العام الحالي بلغ 259,798 زائراً، بينما كان الرقم يصل إلى أكثر من 692,595 زائراً في نفس الفترة من العام الماضي.
إغلاقات فندقية وشلل في الاقتصاد
تحدث الدكتور فارس البريزات، رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا، عن أزمة حقيقية تواجه المدينة، حيث يعتمد 85% من السكان على السياحة بشكل مباشر أو غير مباشر, خفضت نسبة الحجوزات في الفنادق بين 95% و100%، مما ألزم الكثير من المنشآت لإغلاق أبوابها وتسريح الموظفين.
المصدر الرئيسي للإيرادات تبخر، حيث صرح عبدالله الحسنات، رئيس جمعية فنادق البترا التعاونية، بأن 28 فندقاً مغلقة، تمثل 56% من عدد الغرف الفندقية المصنفة في المنطقة.
نداء عاجل لدعم السياحة
في سياق الأزمة، أكد الدكتور البريزات أن السياحة المحلية والعربية لا يمكنها تعويض الخسارة من تراجع السياحة الأجنبية, وناشد الجهات الحكومية لاتخاذ خطوات عاجلة، مثل إعادة تفعيل برامج دعم السياحة وتطبيق إعفاءات لمساعدة الاقتصاد المحلي الذي يعاني.
أمام هذا الوضع الصعب، يبقى التساؤل قائماً: ماذا سيحل بالبترا، تلك المدينة التي كانت تفتخر يوماً بكونها واحدة من عجائب العالم؟