إنفيديا تكشف تداعيات الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

علي محمود الحسن

تتجه الأنظار في الوقت الراهن إلى نتائج شركة إنفيديا، حيث من المتوقع أن تكشف عن تأثير الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة على أدائها المالي، قد تكون هذه النتائج مؤشراً رئيسياً للمستثمرين بخصوص مستقبلها في السوق الصينية، خاصة أن هناك توترات متزايدة تتعلق بالرسوم الجمركية والتي تساهم في توجيه الأنشطة التجارية بين الطرفين.

تواجه إنفيديا تحديات واضحة نتيجة النزاع التجاري، الأمر الذي يضع مستقبل أعمالها في الصين تحت الأضواء، التي تعتمد بشكل كبير على القرارات الحكومية المتعلقة بالتصدير، يجب أن تكون مجهزة للتعامل مع التغييرات المحتملة وعلى رأسها التحكم في الرسوم والقيود على تجارتها مع الصين، واستجابة الحكومة الأميركية لهذه المعطيات ستكون ضرورية.

جاءت أخبار عن توقيع إنفيديا اتفاقاً مع الإدارة الأمريكية يتضمن دفع نسبة 15% من مبيعاتها في السوق الصينية، هذا القرار أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، حيث انتقده كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على الرغم من ذلك تستمر الشركة في السعي لتحقيق أداء إيجابي في ظل البيئة المتغيرة.

قد تشاهد:  اكتشاف موجة بلازما جديدة في سماء الشفق القطبي لكوكب المشترى

بكين أيضاً أدت دورها في تشديد القيود على شراء المنتجات، حيث تواجه الشركات المحلية ضغطاً لتقليص مشترياتها بدعوى المخاوف الأمنية، بينما تسعى إنفيديا إلى تعزيز قدرتها الإنتاجية من خلال تطوير شريحة جديدة موجهة للسوق الصينية بعد طلبها من بعض الموردين تعليق إنتاج رقاقات معينة.

يرى المحللون أن الأمور تسير في مسار صعب حتى تتضح مواقف واشنطن وبكين، هل ستسمح الحكومة الأمريكية بعمليات التصدير والشراء، هذا هو السؤال الذي يهم جميع الأطراف المعنية، الحكومة الصينية أيضاً عليها أن تكون مرنة في تعاطيها مع هذه المتغيرات، بما يضمن استمرارية العمليات التجارية.

تشير التقارير إلى أن الصين كانت تشكل حوالي 13% من إيرادات إنفيديا العام الماضي، أداء الشركة في الربع الثاني من العام الحالي تأثر بشدة بسبب التأخيرات في الموافقات الأمريكية وقلة الطلب، فيما تعقد هذه الوضعية تقديرات المحللين لأرباح إنفيديا المستقبلية.

قد تشاهد:  إطلاق ناجح: Blue Origin تجهز لإرسال حمولتها رقم 200 عبر New Shepard

في مايو، توقعت إنفيديا انخفاض مبيعاتها بحوالي 8 مليارات دولار، بينما تكبدت رسومًا سابقة بنحو 4.5 مليار دولار، ورغم الضغوط الاقتصادية المنتظرة، تشير التوقعات إلى أن الإيرادات قد ترتفع بنحو 53.2% خلال الفترة المقبلة، لكن بالمقارنة كانت وتيرة النمو أقل من الفترات السابقة.

أعمال الرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي ما زالت قوية، مدفوعةً بالطلب من شركات التكنولوجيا العملاقة، هذه الشريحة المستمرة من الطلب تلقي بظلالها على المخاوف المحيطة بإنفيديا، وبالتالي فإن تصريحات إيجابية من الإدارة العليا قد تساهم في إعادة التألق للشركة وسط المرتكزات القوية الموجودة.

حتى الآن، ارتفعت أسهم إنفيديا بنسبة تزيد عن 33% منذ بداية العام الحالي، هذا الأداء لا يزال أقل مقارنة بالأعوام السابقة، ولكنه يتفوق على مؤشرات الأسواق الأخرى مثل SOX وS&P 500 والتي حققت زيادة متواضعة بالمقارنة مع أداء إنفيديا.

قد تشاهد:  يوتيوبرز يوجهون اتهامات ليوتيوب بتعديل "شورتس" بالذكاء الاصطناعي دون موافقتهم، والمنصة توضح: "نقوم بتجربة"

تتوقع التوقعات أن تصل إيرادات الربع الثالث إلى نحو 52.96 مليار دولار، مما قد يعكس زيادة سنوية تصل إلى 51%، من المتوقع أن تسهم السوق الصينية بنحو 6 مليارات دولار من تلك الإيرادات، لكن من الضروري مواجهة التحديات الناجمة عن الصفقة الحكومية وتأثيرها على هوامش الربح.

تقديرات الضغوط المحتملة على هوامش الربح تشير إلى تقلبات من 5 إلى 15 نقطة مئوية، وهذا قد يؤدي إلى تأثير سلبي على إجمالي هامش الربح، المتوقع أن ينخفض أيضاً في الربع الثاني والثالث، ومع ذلك فإن الأرقام النهائية ستحدد مستوى النجاح الحقيقي لإنفيديا في ظل هذه الظروف المعقدة.

تابعنا

أحدث الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى