جوجل تستأنف المقابلات الشخصية بعد انتشار الغش بالذكاء الاصطناعي في التوظيف الافتراضي

بعد جائحة كورونا، أصبحت المقابلات الافتراضية تهيمن على عملية التوظيف في وادي السيليكون، لم تعد الشركات تقتصر على الطرق التقليدية بل لجأت إلى التقنيات الحديثة لتعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف، ومع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي، ظهرت مشاكل جديدة خاصة بالغش، لذلك اتخذت جوجل القرار بعودة المقابلات الشخصية لضمان تقييم أكثر دقة لمهارات المرشحين.
في فبراير من هذا العام، أثيرت قضية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي خلال مقابلات العمل في اجتماع داخلي لجوجل، حيث عبّر موظفون عن القلق من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالنتائج، وفقًا لتقرير CNBC، طُرحت فكرة إجراء مقابلات في الموقع لمعالجة هذه المشكلة، مع وجود رغبة ملحة لتحسين جودة عملية التوظيف.
عدم مصداقية التقييمات المباشرة كانت إحدى أبرز التحديات التي اعترف بها برايان أونج، نائب رئيس التوظيف، على الرغم من فوائد المقابلات الإلكترونية مثل تقليل الوقت المستغرق في التوظيف، أونج أكد أهمية العمل على ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه العملية بشكل صحيح.
دعم الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي هذا التوجه نحو التغيير، حيث أعلن عن اعتماد نهج هجينة للمقابلات، مؤكداً على ضرورة دمج جزء من المقابلات في مواقع فعلية للتعريف بثقافة جوجل، هذا النهج يعكس حرص الشركة على تهيئة بيئة عمل تتفهم حاجات المرشحين وتضمن تواصلًا فعالًا معهم.
بالإضافة إلى ذلك، أشار بيتشاي إلى أهمية وجود جولة واحدة على الأقل من المقابلات الشخصية للأدوار التي تتطلب تقييمات عملية، هذا يتضمن وظائف تشمل تحديات البرمجة، حيث يسعى جوجل للتأكد من ملاءمة المرشحين ومهاراتهم مع احتياجات الشركة.
ليس جوجل وحدها من تواجه تحديات الغش في التوظيف، بل ورصدت التقارير أن نصف المرشحين في بعض الشركات يُشتبه بهم في استخدام أدوات غير مصرح بها، هذا الأمر دفع العديد من الشركات لإعادة النظر في استراتيجيات التوظيف وضمان حماية نزاهة العملية.
أمازون طبقت إجراءات صارمة، حيث تطلب من المرشحين التوقيع على إقرار بعدم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي خلال المقابلات، كما أن شركة أنثروبيك حظرت تلك التقنيات بشكل قاطع، بينما عادت شركات استشارية وتقنية كبرى إلى استخدام المقابلات الشخصية لضمان سلامة وكفاءة العملية.
تواصل الشركات الرائدة الأخرى مثل ماكينزي وديلويت تبني نماذج المقابلات التقليدية لضمان تقييم موثوق وشفاف، كما أن ديلويت قد أعادت بالفعل تنظيم مقابلات شخصية خاصة ببرنامج الدراسات العليا في المملكة المتحدة، مما يعكس توجهاً عاماً نحو تعزيز النزاهة في اختيار الموظفين الجدد.