تراجع صادرات اليابان لأدنى مستوياتها خلال 4 سنوات بفعل الرسوم الجمركية الأمريكية.

في سياق تطورات التجارة العالمية، أظهرت البيانات الحكومية اليابانية تراجعًا كبيرًا في الصادرات خلال يوليو الماضي. حيث سجلت الصادرات انخفاضًا شهريًا هو الأكبر منذ أربع سنوات، ويتعلق الأمر بتأثير الرسوم الجمركية الأمريكية، مما يثير القلق حول مستقبل الاقتصاد الياباني المعتمد بشكل كبير على التصدير، وهذا يضع المزيد من الضغوط على الشركات اليابانية.
ووفقًا للبيانات، تراجع إجمالي صادرات اليابان بنحو 2.6 بالمئة مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهو أكبر انخفاض شهري شهدته البلاد منذ فبراير 2021، حينما بلغت نسبة الانخفاض 4.5 بالمئة، كما أن هذا التراجع يفوق توقعات السوق التي كانت تُشير إلى انخفاض بنسبة 2.1 بالمئة. الأمر الذي يزيد من المخاوف حول الآفاق الاقتصادية اليابانية.
أشار الخبير الاقتصادي تاكيشي مينامي من معهد نورينتشوكين للأبحاث إلى أن أحجام الشحنات لا تزال مستقرة رغم تراجع قيمة الصادرات، ولا يزال المصدرون اليابانيون يحافظون على أسعارهم لمواجهة التحديات الحالية، ومع ذلك فإنهم سيضطرون في النهاية إلى تمرير هذه التكاليف للمستهلكين الأمريكيين مما قد يؤثر سلبًا على المبيعات في الفترات القادمة.
وفقًا لاحدث الأرقام، انخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 10.1 بالمئة على أساس سنوي، وتراجعت صادرات السيارات بنسبة 28.4 بالمئة بينما سجلت قطع غيار السيارات انخفاضًا بنسبة 17.4 بالمئة. ولكن بالمقارنة مع حجم الشحنات، كان الانخفاض في صادرات السيارات 3.2 بالمئة فقط، ما يدل على قدرة الشركات اليابانية على استيعاب الرسوم الجمركية الإضافية عن طريق تخفيض الأسعار.
في سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية تصل إلى 25 بالمئة على السيارات وقطع غيارها منذ أبريل، مع تهديدات لفرض رسوم مشابهة على المزيد من السلع اليابانية، ولكن في 23 يوليو الماضي تم التوصل إلى اتفاق تجاري يسمح بخفض الرسوم إلى 15 بالمئة، مقابل استثمار ياباني بقيمة 550 مليار دولار في الولايات المتحدة.
إن المعدل الجديد للرسوم الجمركية على السيارات، والذي يمثل أكبر قطاع تصدير لليابان، لا يزال مرتفعًا بشكل كبير مقارنةً بالمعدل الأصلي البالغ 2.5 بالمئة، وهذا الأمر يساهم في زيادة الضغوط على شركات صناعة السيارات والموردين المحليين، مما يستدعي منهم اتخاذ استراتيجيات جديدة للتكيف مع هذه التحديات.