آيفون في الولايات المتحدة: حلم أم واقع؟

لا يزال الحديث مستمرًا حول إمكانية إنتاج هواتف آيفون في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما الحصول على علامة “صنع في الولايات المتحدة” قد يكون أكبر من مجرد تمنيات، حيث تؤكد البيانات أن حوالي 80% من تجميع هذه الهواتف يتم في الصين.
تشير الإحصاءات أنه من بين نسبة الـ 20% المتبقية ينقسم الإنتاج بين الهند وفيتنام، وتُصنع مكونات الهواتف في عدة دول تتضمن اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، ويتضمن ذلك سلسلة شحن معقدة للإنتاج، مما يجعل التصنيع في الولايات المتحدة تحديًا.
تأتي فكرة “صنع في الولايات المتحدة” ضمن إطار الحملة السياسية لدونالد ترامب والتي بدأت خلال عامي 2016 و2024، حيث يسعى لترسيخ هذه الفكرة لدعم الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على الصين، وهو الأمر الذي تبناه عناصر بارزة في التاريخ السياسي الأمريكي.
فكرة إعادة التصنيع تلاقي دعمًا ومقاومة على حد سواء، فعلى الرغم من اعتبار البعض أنها ساذجة، إلا أن ترامب قد قام بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة، مما أثر بشكل مباشر على الاقتصاد وأدى إلى حالة من الذعر بشأن الأسعار المتوقعة للأجهزة.
في السادس من أغسطس، أعلنت آبل عن استثمارها، المقدر بـ 600 مليار دولار في تصنيع العناصر الأساسية مثل الرقائق وزجاج العرض، وهي خطوة تهدف لتعزيز عمليات الإنتاج داخل الولايات المتحدة، لكنه من غير المحتمل أن تكون هذه الأموال كافية لتصنيع الهاتف بالكامل هناك.
تشير التوقعات أن سعر جهاز آيفون موديل 18 إذا تم تصنيعه بالكامل في الولايات المتحدة، قد يصل إلى 3500 دولار، وهو مبلغ يعتبر مرتفعًا جدًا بالمقارنة مع الأسعار الحالية، مما يجعل الفكرة أكثر تعقيدًا.
تكاليف العمالة تعد من أبرز العوامل المؤثرة في مثل هذه الأسعار، حيث تُشير التقديرات أن تجميع الهاتف في الولايات المتحدة يكلف نحو 200 دولار، مقابل 40 دولار فقط في الصين، مما يمثل فارقًا شاسعًا في تكاليف الإنتاج.
كما أن نقص القوى العاملة المؤهلة يعتبر تحديًا إضافيًا، إذ أشار تيم كوك إلى الفارق الكبير بين أعداد المهندسين في كلا البلدين، مما يتطلب استثمارًا في التدريب والموارد، وهو ما يزيد من خفض الكفاءة.
أخيرًا، هناك التعقيد المرتبط بسلسلة التوريد، حيث تعتمد مكونات الآيفون على توريدات متنوعة من دول عدة، وأي محاولة لنقل التصنيع إلى الولايات المتحدة ستحتاج إلى إعادة تنظيم شاملة، مما سيؤدي بدوره إلى تقليل الكفاءة وزيادة الأسعار.