كوداك تواجه الإغلاق بعد 133 عاماً.. ديونها تتجاوز 500 مليون دولار

علي محمود الحسن

حذرت شركة إيستمان كوداك، الرائدة في مجال التصوير الفوتوغرافي، من احتمال إغلاقها بسبب تراكم الديون التي تصل إلى 500 مليون دولار، وقد كشفت الشركة التي تمتد خبرتها لأكثر من 133 عامًا في تقريرها عن الأرباح، أنها تفتقر إلى التمويل أو السيولة اللازمة للوفاء بالتزاماتها المالية، ما يزيد من قلق المستثمرين حول مستقبلها.

في بيان نشرته، أشارت كوداك إلى أن الظروف الحالية تثير تساؤلات جادة حول قدرتها على الاستمرار ككيان تجاري، وقد تأثرت أسهم الشركة بشكل كبير، حيث هبطت بأكثر من 25% بعد الإعلان عن وضعها المالي، ما يعكس القلق الذي يسيطر على السوق من مستقبل كوداك.

قد تشاهد:  دعوى قضائية ضد مايكروسوفت بسبب ويندوز 11 تتصدر الأخبار

لجمع الأموال اللازمة، تنوي الشركة وقف سداد مستحقات معاشات التقاعد، وذكرت تقارير أن كوداك لا تتوقع تأثيرًا كبيرًا للرسوم الجمركية على نتائجها المالية، حيث تصنع العديد من منتجاتها بما في ذلك الكاميرات والأفلام داخل الولايات المتحدة، وهو ما قد يخفف من الضغوط الاقتصادية عليها.

أفادت كوداك أنها واثقة من سداد جزء كبير من القرض المستحق قبل موعده، وستعمل على تعديل أو إعادة تمويل باقي ديونها، كما أن ملفها المالي يتضمن إفصاحات إلزامية حول الاستمرارية، وهذا يظهر رغبة الشركة في التخفيف من الضغوط المالية الحالية.

صرح الرئيس التنفيذي جيم كونتينينزا بأن الشركة لا تزال تُحقق تقدمًا في استراتيجيتها طويلة الأجل رغم الظروف الاقتصادية غير المستقرة، ورغم التحديات، تتمسك كوداك بعزمها على إعادة إحياء نفسها وتحقيق الأهداف المحددة، في محاولة للحفاظ على مكانتها في السوق.

قد تشاهد:  الصين تقدم "ذئاب روبوتية" مسلحة للصيد في عرض مثير

تأسست كوداك في عام 1892، وتعتبر من الشركات الرائدة التي أحدثت تغييرات كبيرة في عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث قدمت أول كاميرا كوداك للجمهور عام 1888، مما جعل التصوير الفوتوغرافي أكثر سهولة للجميع، وأسهمت هذه الابتكارات في تعزيز مكانتها في السوق.

نمت كوداك لتصبح قوة مهيمنة في السبعينات، حيث كانت مسؤولة عن 90٪ من مبيعات الأفلام و85٪ من الكاميرات في الولايات المتحدة، ولكن مع ذلك، واجهت تحديات جسيمة أثناء انتقال العالم إلى التصوير الرقمي، مما أثر سلبًا على قدرتها على التكيف.

قد تشاهد:  حظر مورد شاشات OLED في الولايات المتحدة لمدة 14 عامًا

على الرغم من تقديمها لأول كاميرا رقمية في عام 1975، لم تتمكن كوداك من التعامل مع التغيرات في السوق، وفي عام 2012، أعلنت إفلاسها مع ديون وصلت إلى 6.75 مليار دولار، مما يعكس التحديات الكبيرة التي واجهتها في الحفاظ على استدامتها.

منذ ذلك الحين، انتقلت كوداك للتركيز على الطباعة الصناعية وترخيص العلامات التجارية، ودخلت في مجالات جديدة مثل الأجهزة الاستهلاكية، حيث شهدت بعض الانتعاش بعد الحصول على قرض حكومي، لكن مستقبلها لا يزال غامضًا، حيث يظل السؤال قائمًا حول كيفية تحقيق الاستقرار المالي.

تابعنا

أحدث الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى