مايكروسوفت إيدج وجوجل كروم يتجدد الصراع بين متصفحي التسعينيات بمساعدة الذكاء الاصطناعي

علي محمود الحسن

بعد ما يقرب من ربع قرن من النزاع حول هيمنة مايكروسوفت في سوق الحواسيب الشخصية تواجه الشركة حربًا جديدة في عالم المتصفحات وتعود لتحتل الصدارة مرة أخرى مع تصاعد المنافسة من جوجل، إذ أن شركة مايكروسوفت قد عانت من تداعيات قانونية في الماضي بسبب استغلال مكانتها، وكانت نتيجة تلك الحرب خسارة كبيرة أسست لنهضة جديدة في العالم التكنولوجي، لقد عملت الشركة لسنوات على استعادة صورتها.

تحت إدارة ساتيا ناديلا وتوجهها القوي نحو تطوير الذكاء الاصطناعي، تحاول مايكروسوفت أن تتجاوز العقبات التي كانت تواجهها مؤخرًا، حيث تظهر الآن كقوة مؤثرة في قطاع التكنولوجيا، وبينما كانت في السابق تتصدر المشهد، فإن المنافس في الوقت الحالي هو جوجل، حيث تبدلت الأدوار بينهما وسط ثورة التكنولوجيا.

قد تشاهد:  آيفون 17 برو يضم هوائيات حول الكاميرا لتعزيز الاتصال

تشكل جوجل اليوم جزءًا من تحالف صناعي يُعرف بتحالف اختيار المتصفح، ويضم مجموعة من المتصفحات مثل Opera وVivaldi، يسعى هذا التحالف لضغط على مايكروسوفت وإجبارها على التوقف عن استخدام أساليب تُعتبر غير عادلة لتعزيز متصفح Edge في نظام ويندوز، والمفارقة أن هذا التحالف يَعتبر أن المنافسة الشريفة هي السبيل لكل المستخدمين.

تستفيد جوجل بشكل كبير من التوجه الحالي، فهي تقوم بدور الداعم الرئيسي للتحالف، حيث أن قوتها وتأثيرها في سوق البحث متصل مباشرة بهيمنة المتصفحات، وفقًا للتقارير، تستخدم مايكروسوفت نظام تشغيل ويندوز لتعزيز موقع Edge بميزاته الجديدة استنادًا إلى الذكاء الاصطناعي، مما يدعو للقلق لدى المنافسين.

من خلال دمج مساعد الذكاء الاصطناعي “Copilot” في Edge، تقدم مايكروسوفت ميزات أكثر متقدمة، ومع ذلك، يزعم التحالف أن هذا الدمج وما يعرف بـ”الأنماط الظلامية” تجعل تجربة الانتقال إلى متصفحات أخرى أصعب، من خلال توجيه تحذيرات وتحكمات تجعل Edge هو المتصفح الافتراضي بالقوة.

قد تشاهد:  دعوى قضائية ضد مايكروسوفت بسبب ويندوز 11 تتصدر الأخبار

تتزايد التعقيدات في ظل سباق الذكاء الاصطناعي، حيث يظل الكمبيوتر المكتبي أداة العمل الأساسية، يهدف توجه مايكروسوفت إلى جعل Edge متصفح الذكاء الاصطناعي الرائد، وكما تتصاعد أصوات الضغوط التنظيمية، خاصة في أوروبا حيث تم تقديم شكاوى تتهم الشركة بالتحايل على معايير المنافسة الجديدة.

في أسواق أخرى مثل البرازيل، برزت شكاوى تم تقديمها من قِبل Opera ضد مايكروسوفت، تدعي أنها تتعمد مضايقة المستخدمين الذين يسعون للانتقال إلى متصفحات أخرى، لذلك، تشدد المراقبون على كيف أن جوجل التي هُجمت سابقًا بسبب أساليبها، الآن تدعو إلى التعزيز للمنافسة العادلة في عالم المتصفحات.

قد تشاهد:  ثورة التقاضي عن بعد تسهّل جلسات الحبس الاحتياطي وتحويل النصوص - اليوم السابع

عندما نعود قليلاً إلى التاريخ، في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، حقق Internet Explorer نجاحًا ساحقًا بعد دمجه مع نظام Windows، حيث تجاوزت حصته السوقية 95% بحلول عام 2002، إلا أن الركود وقلة الابتكار ساهمت في انحداره، ومع الوقت برزت متصفحات جديدة واعدة.

عند إطلاق Mozilla Firefox في 2004 خرجت أولى علامات التحدي، وظهر Google Chrome في عام 2008 ليُتوج بتفوقه بسبب سرعته وكفاءته، حيث استطاع التقدم على Internet Explorer بحلول 2012، ويشكل اليوم أكثر من 60% من حصص سوق المتصفحات في العالم.

تابعنا

أحدث الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى