ذكاء جوجل الاصطناعي يتتبع تغير المناخ كما تفعل الأقمار الصناعية

علي محمود الحسن

أعلنت شركة جوجل ديب مايند عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد يقدم خرائط دقيقة للأرض، يهدف هذا الابتكار إلى دعم العلماء في فهم التغيرات البيئية بفاعلية أكبر، يعد هذا النموذج أحد التطورات الهامة التي تسهم في مراقبة حالة الكوكب من خلال تكنولوجيا متطورة تتيح التحليل المكاني الدقيق.

تشير تقارير شبكة يورو نيوز إلى أن الأقمار الصناعية المعتادة قد ساهمت في جمع صور وبيانات عن البيئة، إلا أن التحدي يكمن في دمج هذه البيانات المتنوعة في صورة متكاملة، يعكس هذا السياق أهمية النماذج الذكية مثل التي تقدمها جوجل في التعامل مع هذه التحديات الكبيرة.

النموذج الجديد المعروف باسم ألفا إيرث فاونديشنز يمكنه إنتاج خرائط دقيقة تقريبًا في الوقت الحقيقي، حيث تعمل هذه الخريطة على تزويد المستخدمين بمعلومات محسَّنة حول البيئة، وتأتي هذه الخطوة كجزء من مجهود أكبر لتبسيط عملية الرصد البيئي وتوفير بيانات دقيقة تساعد في اتخاذ القرارات المناسبة.

قد تشاهد:  الروبوت الطبال يتبنى سلوكيات بشرية مثيرة للمشاعر

صرح كريستوفر براون مهندس الأبحاث في جوجل بأن النظام يعمل كقمر صناعي افتراضي، يجمع تريليونات الصور من مصادر متعددة مثل الأقمار الصناعية والعمليات الرادارية والخرائط ثلاثية الأبعاد، وذلك لرسم خرائط دقيقة تغطي جميع المناطق من اليابسة إلى المياه.

جوجل تزعم أن النموذج لديه القدرة على توليد بيانات دقيقة تكفي لتغطية نظام بيئي صغير، مما يجعله أكثر كفاءة في الاستخدام مقارنة بالأنظمة السابقة، ويأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه المؤسسات لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة من البحث العلمي.

أظهرت الاختبارات الأولية للنموذج تحسنًا ملحوظًا في دقة البيانات، حيث كان خطأ التقديرات أقل بنسبة 24% بالمقارنة مع نماذج سابقة، وهذا يمثل إنجازًا كبيرًا قد يساهم في تحسين فهمنا لكيفية استخدام الأراضي وخصائص السطح.

تسعى جوجل جاهدة من خلال هذا النظام إلى دعم الجهود البحثية في العديد من المجالات، بما يشمل الأمن الغذائي وإزالة الغابات والتوسع الحضري وموارد المياه، مما يعكس الاهتمام المتزايد للحفاظ على كوكب الأرض وبيئته.

قد تشاهد:  تفعيل وضع الذكاء الاصطناعي في بحث جوجل يتطلب معرفة الخطوات اللازمة

تعد مؤسسة ألفا إيرث جزءًا مهمًا من الثورة في علوم البيئة، حيث تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحويل البيانات الكبيرة إلى أدوات عملية لقياس التغيرات في البيئة، وتتيح هذه الأدوات للباحثين مراقبة التغييرات بدقة.

من جهة أخرى، نجح علماء من وكالة ناسا وجامعة كوبنهاجن في رسم خرائط لغطاء الأشجار في غرب إفريقيا في وقت قياسي بفضل الذكاء الاصطناعي، مما يبرز أهمية التكنولوجيا في تسهيل الأعمال البيئية المعقدة، ويوضح كيف يمكن أن توفر هذه التقنيات الوقت والجهد.

تستمر أبحاث وكالة ناسا في تقدمها، حيث يستخدم قمر صناعي يعنى بقياس التضاريس تقييم المياه السطحية بدقة أعلى، وهو ما يساهم في تقديم بيانات قيمة للعلماء والباحثين، مما يعكس الاتجاه العالمي نحو الاستفادة من التكنولوجيا في مجالات متعددة.

قد تشاهد:  الرحلات الأسرع من الصوت تبدأ في 2027.. تعرف على التفاصيل

التعاون بين جوجل ووكالات الفضاء يضمن استمرارية تدفق البيانات الحيوية، حيث تقدم مشاريع مثل “لاند سات” و”موديس” معلومات مهمة تساعد في مراقبة الغطاء النباتي، بشكل منظم يسهم في تحقيق الأهداف البيئية.

مجموعة البيانات التي أصدرتها جوجل تم اختبارها بواسطة أكثر من 50 منظمة حول العالم، مما يعكس تأثير النموذج على رصد النظم البيئية، وهو ما يظهر كيفية استخدام البيانات في سبيل دعم التنمية المستدامة.

كمثال حي على هذا التعاون، تستخدم المبادرة البيئية في البرازيل بيانات مؤسسة ألفا إيرث لرصد التغيرات البيئية في غابات الأمازون، حيث ساعدت هذه المعلومات في فهم الأبعاد المختلفة للتحديات البيئية بشكل أفضل.

وفي ختام جهودها، أوضحت جوجل أنها تقدم هذه البيانات عبر منصة “Google Earth Engine”، ما يعكس التزامها بتيسير الوصول إلى المعلومات البيئية وتعزيز الأبحاث الرامية إلى حفاظ البيئة حول العالم.

تابعنا

أحدث الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى