مادة مظلمة غامضة: اكتشافات تشير لوجود “عالم مرآة” أو أطراف الكون

أثار الفيزيائي البارز ستيفانو بروفومو من جامعة كاليفورنيا – سانتا كروز جدلاً جديداً بتقديمه لنظريتين مبتكرتين تعتقدان أن أصل المادة المظلمة قد يعود إلى مفاهيم غير تقليدية. في عدد حديث من دورية Physical Review D، قدم بروفومو رؤى تختلف بشكل جذري عن الفهم السائد للمادة المظلمة، التي تعتبر حجر الزاوية لفهم بنية الكون وتفاعلاته.
احتمالية “عالم مرآة”
تطرح إحدى النظريات فكرة وجود "عالم مرآة" وهو بُعد موازٍ يتضمن جسيمات وقوى تتشابه مع تلك الموجودة في النموذج القياسي للفيزياء، لكنها تبقى غير قابلة للاكتشاف وفق التقنيات الحالية.
يشير بروفومو إلى أن هذه الجسيمات قد تكون أساس "باريونات مظلمة" ضخمة تتأثر بالجاذبية، محذراً من أنها قد انهارت إلى أجسام غير مرئية تشبه الثقوب السوداء، مما يعيد تشكيل فهمنا لكيفية تكون الكون.
المادة المظلمة من “أفق الكون”
من جهة أخرى، تعتقد النظرية الثانية التي اقترحها بروفومو أن المادة المظلمة قد تكون نتاج إشعاعات كانت موجودة خلال فترة التضخم الكوني بعد الانفجار العظيم. تعد هذه الفكرة مثيرة، حيث تفترض أن هناك فترة قصيرة من التكوين الحراري أفضت إلى إنتاج مادة مظلمة مستقرة، تنفصل عن النموذج القياسي.
يستند ذلك إلى المبادئ الكمومية التي تشرح تفاعل الزمان والمكان، ويشير بروفومو إلى أن هذه الفرضيات قد تكون بوابة لفهم أعمق لطبيعة الكون، متوقّعاً وجود أكوان مشابهة قد نبتت من مصادر غير مرئية.
آفاق مستقبلية واختبارات علمية
على الرغم من اعتبار النظريتين استكشافية، يؤكد بروفومو أن لهما أسساً علمية متينة، ما يفتح المجال لإجراء تجارب مستقبلية لاختبار صحة هذه الأفكار. تعتبر جامعة كاليفورنيا – سانتا كروز من المراكز الرائدة في ربط الفيزياء الكمومية بعلم الفلك، مما يتيح لها إمكانية إعادة صياغة مفاهيمنا عن العوالم المظلمة.
تظل المادة المظلمة لغزاً عصياً، لكن مقترحات بروفومو تسلط الضوء على أهمية التفكير خارج الإطار المعتاد لفهم أعمق عن هذا المفهوم الذي يؤثر بشكل كبير على بنية الكون.