أخبار الاقتصاد

هل يواجه الدولار الأمريكي أصعب أيامه؟.. ضغوط مؤقتة أم بداية لنهاية عصر العملة الأقوى؟

تراجع الدولار الأمريكي في الأيام الأخيرة إلى أدنى مستوياته منذ يوليو الماضي، ما أثار تساؤلات حول مستقبل العملة الأقوى عالميًا، وما إذا كان ذلك يشير إلى بداية نهاية هيمنته على النظام المالي الدولي.

من الارتفاع إلى التراجع
قبل أشهر قليلة، كان الدولار في صعود قوي مدعومًا برفع متتالي لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بهدف كبح التضخم, رفع الفائدة جعل العملة الأمريكية أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عائد مرتفع وآمن, لكن الصورة تغيرت الآن، مع تزايد التوقعات بأن الفيدرالي أنهى دورة التشديد النقدي، وأصبح التركيز على دعم النمو الاقتصادي.

أسباب الضغط على الدولار

  • توقعات خفض الفائدة: مع ترقب الأسواق لبدء الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، يفقد الدولار جزءًا من جاذبيته الاستثمارية، فيتجه المستثمرون إلى عملات أخرى أو أصول مثل الذهب,
  • المؤشرات الاقتصادية الأمريكية: البيانات الأضعف من المتوقع حول التوظيف أو النمو تدعم فكرة أن الاقتصاد يتباطأ، وهو ما يعزز الرهانات على خفض الفائدة ويضغط على العملة,
  • تراجع الطلب على الملاذ الآمن: مع انحسار حدة بعض التوترات الجيوسياسية، يقل اعتماد المستثمرين على الدولار كعملة ملاذ آمن، ما يساهم في خفض الطلب عليه,

تداعيات عالمية
ضعف الدولار لا ينعكس فقط على أسواق الصرف، بل يمتد تأثيره إلى أسعار الذهب، العملات الرئيسية الأخرى، وحتى تكلفة خدمة الديون للدول التي تقترض بالدولار, أي تغيير في سياسة الفيدرالي قد يعيد تشكيل موازين الاقتصاد العالمي.

مرحلة ضعف مؤقت أم تحول استراتيجي؟
يرجح محللون أن ما يمر به الدولار حاليًا هو مرحلة ضعف مؤقتة مرتبطة بتوقعات السياسة النقدية، وليس نهاية لهيمنته, فالعملة الأمريكية لا تزال تمثل أكثر من 58% من احتياطيات النقد الأجنبي عالميًا، وتظل الأداة الأساسية للتجارة الدولية وتسعير النفط.

لكن في الوقت ذاته، لا يُخفى أن استمرار الضغوط على الاقتصاد الأمريكي، وتزايد الحديث عن تنويع العملات في التجارة والاحتياطيات العالمية، قد يضع الدولار أمام تحديات طويلة الأمد.

الأنظار على الفيدرالي
الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي يمثل الحدث الأهم، إذ سيحدد بشكل كبير اتجاه الدولار في المرحلة القادمة، بين استمرار الضعف أو استعادة القوة، وهو ما سيؤثر بدوره على الاقتصاد العالمي وأسواق السلع والعملات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى