جدل متزايد حول قرار محكمة الأمم المتحدة بمقاضاة الدول بسبب انبعاثات الغازات

علي محمود الحسن

أصدر مكتب محكمة العدل الدولية في الأمم المتحدة قرارا استثنائيا يفتح الباب أمام الدول لمقاضاة بعضها البعض بشأن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. التصريح جاء خلال جلسة استماع استمرت أسبوعين في ديسمبر الماضي، والتي استجابت خلالها المحكمة لطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة.

قرار غير ملزم لكن بتأثير كبير

على الرغم من أن هذا القرار يعد رأيًا استشاريًا غير ملزم، إلا أن هناك توقعات بأنه سيلعب دورًا هامًا في القضايا القانونية حول العالم. سونيا إي. رولاند، أستاذة القانون في جامعة نورث إيسترن، اعتبرت أن هذا الرأي يحمل أهمية سياسية ونظامية متعلقة بعالم القانون البيئي، وأوضحت: "المحكمة اتبعت نهجًا شاملاً بخصوص آثار تغير المناخ على حقوق والتزامات الدول".

قد تشاهد:  تنزيل iOS 26: أبرز الأجهزة المتوافقة وكيفية الحصول عليه

التوترات بين الدول الكبرى

تجد ذلك القرار جدلاً بين الدول، حيث دافعت الولايات المتحدة، أحد أبرز منتجي الوقود الأحفوري، عن موقفها بالاستناد إلى اتفاقية باريس للمناخ، بينما أكدت دول أخرى، وبالأخص الدول الجزرية، على ضرورة أن تتحمل الدول الكبرى مسؤولية الأضرار الناجمة عن تغير المناخ.

الحكم يشدد على التزام كل دولة بـ "منع إلحاق ضرر جسيم بالبيئة"، حيث يتضح أن المحكمة تعتبر أي تقاعس من قبل الدول عن اتخاذ تدابير فاعلة سلوكًا غير قانوني دوليًا.

قد تشاهد:  إيلون ماسك يعلن عن ميزة جديدة: تحويل النص إلى فيديو في Grok بأكتوبر

مسؤوليات جديدة وتحديد علمي

من جهة أخرى، أكدت المحكمة أن دور الدولة يمتد إلى سلوك الشركات تحت ولايتها، مشيرةً إلى أن بإمكانها تحديد حصة كل دولة في الانبعاثات العالمية بدقة. رولاند أشارت إلى أن هذا القرار يرفع صارخًا من الحقائق العلمية حول تغير المناخ إلى مستوى الحقائق القانونية، مما يعزز من قدرة المحامين والناشطين البيئيين في الدفاع عن حقوق الإنسان في سياق المناخ.

قد تشاهد:  رئيس "زوهو": الذكاء الاصطناعي معزز للإنتاجية وليس بديلاً للمهندسين

إن تطور هذا الوضع يشكل تحولاً بارزًا في كيفية التعامل مع تغييرات المناخ، حيث يسعى القانون الدولي الآن إلى الربط بين الأبعاد الإنسانية والبيئية بشكل أكثر قربًا.

تابعنا

أحدث الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى