قصر الملك عبدالعزيز في لينة: شاهد على تاريخ التوحيد وبناء الوطن
في قلب قرية لينة التاريخية التابعة لمحافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، يقف قصر الملك عبدالعزيز شامخًا منذ ما يقارب التسعين عامًا، شاهداً على حقبة التوحيد وبصمة خالدة في ذاكرة الوطن ويُعدّ القصر واحدًا من أبرز المعالم التاريخية التي تروي مسيرة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في بناء الدولة وتوحيد أرجائها.
تم تشييد القصر بأمر من الملك عبدالعزيز في عام 1354 – 1355هـ (1935 – 1936م)، على مساحة تُقدر بحوالي 4,320 مترًا مربعًا، وفق الطراز المعماري السائد آنذاك من الطين والحجر واللبن وتزين القصر أربعة أبراج دائرية في أركانه، ما يعكس الطابع الدفاعي والمعماري المتميز، بينما تتوسطه بوابة خشبية ضخمة في الواجهة الجنوبية، بالإضافة إلى بوابة جانبية في الواجهة الغربية.
يتكون القصر من 52 غرفة تُطل على فناء واسع، بالإضافة إلى مسجد، بئر ماء، اسطبلات للخيول، مصلى، وساحة مناسبات رسمية وكان القصر في تلك الحقبة مقرًا لإمارة لينة وإدارة شؤون المنطقة الشمالية، كما كان سكنًا للأمير وأسرته، مما يجعله رمزًا إداريًا وتاريخيًا ذا مكانة بارزة.
اختير موقع القصر بعناية، إذ تقع لينة على بعد 100 كيلومتر من رفحاء، على طريق تجاري قديم يربط وسط الجزيرة العربية بالعراق عبر درب زبيدة الشهير, كانت لينة ملتقى للتجار والقوافل بين العراق والشام، ما منحها مكانة استراتيجية كبيرة
كما كانت وفرة المياه في آبارها سببًا في ازدهارها اقتصاديًا واجتماعيًا.
اليوم، وفي مناسبة اليوم الوطني الـ 95 للمملكة تحت شعار “عزنا بطبعنا”، يبرز قصر الملك عبدالعزيز بلينة كأحد الشواهد التاريخية التي تجسد الأصالة والمعاصرة في تاريخ المملكة، وهو رمز يربط الأجيال الحاضرة بمسيرة التوحيد والتنمية التي قادها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لبناء وطن آمن موحد