شهدت الأسواق العالمية في مطلع عام 2025 تقلبات حادة في أسعار الذهب والفضة، بعد موجة صعود قوية خلال الأشهر الماضية، حيث تراجعت المعادن الثمينة من أعلى مستوياتها مع استمرار ارتفاع الدولار الأميركي وتراجع الطلب العالمي هذا الهبوط المفاجئ أثار تساؤلات بين المستثمرين حول مستقبل الاتجاه السعري للذهب والفضة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية، ونرصد في موقع خليجي سفن تفاصيل الانخفاض وأسبابه وتأثيراته على الأسواق المالية.
ضغوط بيعية قوية تضرب أسواق الذهب بعد مكاسب تاريخية
شهدت جلسات التداول الأخيرة عمليات بيع مكثفة للذهب عقب تسجيله مكاسب قياسية على مدار الأسابيع الماضية ويؤكد المحللون أن الأسواق بدأت مرحلة تصحيح سعري طبيعي بعد الارتفاعات المتتالية.
تفاصيل حركة الأسعار:
- تراجع سعر السبائك الذهبية بنسبة 2.6% ليصل إلى 4,381.52 دولارًا للأونصة.
- أشار الخبراء إلى أن المؤشرات الفنية باتت في حالة تشبّع شرائي مبالغ فيها.
- ارتفاع الدولار جعل شراء الذهب أكثر كلفه على المستثمرين في الخارج.
- بعض الصناديق بدأت عمليات جني أرباح واسعة لتقليل المخاطر.
- الأسواق تتوقع استمرار التذبذب خلال الأسبوع القادم.
ويعتقد بعض المتداولين أن هذا الهبوط قد يكون مؤقتًا مع احتمالية تعافي الأسعار لاحقًا إذا تراجعت قيمة الدولار.
تحليل فني يُظهر تشبعًا في الصعود وبدء موجة تصحيح قوية
تشير التحليلات الفنية إلى أن أسعار الذهب والفضة بلغت مستويات مقاومه قوية خلال الشهر الماضي، ما جعل احتمالية التصحيح أمرًا شبه مؤكد.
أهم المؤشرات الفنية الحالية:
- مؤشر القوة النسبية (RSI) تجاوز مستوى 75 نقطة، ما يدل على تشبع في الشراء.
- المتوسطات المتحركة تُظهر إشارات ضعف في الزخم الصعودي.
- ضعف الطلب من البنوك المركزيه ساهم في زيادة الضغط البيعي.
- التحركات الفنية تُشير إلى احتمال هبوط محدود قبل استقرار السوق.
ويرى محللون أن التراجعات الحالية ليست انهيارًا، بل تصحيحًا طبيعيًا بعد صعود طويل المدى.
الإغلاق الحكومي الأميركي يُربك المتداولين ويعطل بيانات العقود الآجلة
بسبب استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، لم يتمكن المستثمرون من الوصول إلى تقرير لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC)، وهو مصدر رئيسي لتقييم مراكز صناديق التحوط.
تداعيات غياب البيانات:
- زيادة حالة الغموض في تحركات السوق.
- ارتفاع حجم المضاربات العشوائية دون مرجعية واضحه.
- صعوبة تقييم تمركز المستثمرين في الذهب والفضة.
- مخاوف من تكون مراكز مضاربيه غير متوازنة.
هذا الوضع جعل الأسواق أكثر عرضة للتقلبات الحاده، مع احتمالية تحركات مفاجئه في الأسعار خلال الأيام القادمه.
تحسن العلاقات الأميركية الصينية وتراجع الطلب الهندي يزيدان الضغط
أوضح أولي هانسن، استراتيجي السلع في ساكسو بنك، أن الأسواق تمر بمرحلة حذر بعد تراجع الطلب من الهند وتحسن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، ما قلل من دعم الأسعار.
عوامل إضافية مؤثرة:
- انتهاء موسم شراء الذهب في الهند، أحد أكبر المستهلكين عالميًا.
- استقرار نسبي في العلاقات الاقتصادية بين الصين وأميركا.
- تراجع الطلب الصناعي على الفضة خلال الربع الأخير.
- تزايد مبيعات المستثمرين الأفراد مع كل انخفاض جديد.
وأشار هانسن إلى أن “قوة السوق الحقيقيه تظهر وقت التصحيح، والطلب الأساسي ما زال قويًا لكن أقل من الفتره السابقه”.
أسعار الذهب والفضة تفقد بريقها في جلسة لندن مع استمرار الهبوط
مع بداية جلسة لندن الصباحية، واصلت المعادن الثمينة التراجع وسط ضغط من ارتفاع الدولار.
البيانات المسجلة حتى الساعة 10:18 صباحًا بتوقيت لندن:
- انخفضت الفضة الفورية بنسبة 5.4% لتسجل 49.62 دولارًا للأوقية.
- تراجعت أسعار الذهب بنسبة 2.1% إلى 4,265.96 دولارًا للأوقية.
- حجم التداول انخفض بشكل ملحوظ نتيجة الحذر الشديد.
- أغلب المستثمرين يتبنون الآن استراتيجية الانتظار قبل اتخاذ قرارات جديدة.
يُتوقع أن تستمر حالة الضعف المؤقته حتى عودة البيانات الرسمية للأسواق.
تراجع أسعار الذهب والفضة في مطلع 2025 يُعد مرحلة تصحيح طبيعية بعد مكاسب طويلة، ولا يعكس بالضرورة ضعفًا في الطلب العالمي ارتفاع الدولار الأميركي وغياب البيانات الرسمية كانا من أبرز الأسباب وراء هذه التقلبات ومع عودة الاستقرار الاقتصادي، قد تستعيد المعادن الثمينة جزءًا من قوتها في الأشهر المقبلة، وسط توقعات بعودة المستثمرين تدريجيًا إلى الأسواق.