لم يكن صعود الكرة المغربية في السنوات الأخيرة ضربة حظ بل نتيجة مشروع وطني شامل بدأ قبل نحو عقدين هدفه بناء منظومة كروية متكاملة تجمع بين البنية التحتية القوية واستثمار المواهب داخل وخارج البلاد فمن إنجاز المنتخب الأول في مونديال قطر 2022 إلى تتويج منتخب الشباب بكأس العالم 2025 تقف التجربة المغربية اليوم كواحدة من أنجح النماذج الرياضية في العالم العربي وإفريقيا.
بدأت النهضة بعد توجيهات الملك محمد السادس بإنشاء أكاديمية لكرة القدم عام 2007 لتكون نواة التطوير وجاءت بقيادة فنية من المغربي الفرنسي ناصر لاركيت لتنتج أجيالًا مثل يوسف النصيري عز الدين أوناحي ونايف أكرد وتكامل المشروع مع سياسة فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم منذ 2014 الذي أطلق خطة لإصلاح البنية التحتية وتطوير الأندية والمواهب داخل وخارج المغرب.
امتدت الطفرة إلى كل المنتخبات فمنتخب الصالات بات بين الأفضل عالميًا والمنتخب النسائي بلغ مونديال السيدات لأول مرة في تاريخه بينما حقق الأولمبي ميدالية أولمبية تاريخية في باريس 2024 واختتمها منتخب الشباب بلقب عالمي مستحق في 2025.
تجربة المغرب تؤكد أن النجاح الرياضي لا يأتي صدفة بل يُبنى بالاستراتيجية والإدارة والتخطيط الطويل.