تشهد مصر تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق في مسارها الصناعي، جعلها واحدة من أهم الوجهات الصاعدة على خريطة صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة عالميًا، بعد أن كانت هذه الصناعة لعقود طويلة تهيمن عليها دول مثل الصين وتركيا والهند، باتت مصر اليوم لاعبًا رئيسيًا يجذب أنظار المستثمرين الدوليين الباحثين عن أسواق أكثر استقرارًا وتنافسية.
وتشير تقديرات غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات إلى أن مصر تستعد لاستقبال استثمارات أجنبية بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار خلال العام المقبل، ما يعكس حجم الزخم الذي يعيشه القطاع وقدرته على أن يصبح ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، إذ تلقت الغرفة أكثر من 60 استفسارًا من شركات كبرى أعربت عن رغبتها في التوسع داخل مصر، مع استثمارات تتراوح بين 30 و70 مليون دولار لكل شركة.
وتستقطب السوق المصرية اهتمام شركات من الصين وتركيا، حيث تواجه الأخيرة تحديات في تكاليف الإنتاج وتسعى لمناطق بديلة أكثر مرونة وأقل تكلفة، وهو ما وفرته مصر بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتوافر العمالة الماهرة والبنية التحتية الصناعية المتطورة.
برزت منطقة القنطرة غرب كمركز محوري لصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، إذ تضم 32 مشروعًا استثماريًا بإجمالي استثمارات 865 مليون دولار، وتمثل قاعدة صناعية متكاملة لربط سلاسل التوريد وتسهيل التصدير إلى أوروبا وأفريقيا، بالقرب من محور قناة السويس الحيوي للتجارة العالمية.
وتؤكد التحولات الراهنة أن مصر أصبحت خيارًا استراتيجيًا في سلاسل التوريد العالمية، مستفيدة من الاتفاقيات التجارية التي تتيح النفاذ إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية والأمريكية، لتصبح لاعبًا محوريا في صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة عالميًا.
