أكدت كريستالينا جورجييفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، أن العديد من دول العالم بحاجة ماسة إلى خفض مستويات ديونها وتعزيز الاعتماد على مصادر الإيرادات المحلية لضمان استقرارها المالي والنمو المستدام، مشددة على أن الاقتصاد العالمي يواجه اختلالات مفرطة تهدد مسار النمو خلال السنوات المقبلة.
جاءت تصريحات جورجييفا خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025 في العاصمة الأمريكية واشنطن، على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين. وأشارت إلى أن بعض دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى تواجه تحديات مالية كبيرة تتطلب إجراءات ضبط مالي عاجلة، بينما تُطالب الصين بزيادة الإنفاق وتقليص معدلات الادخار لتحفيز النمو الاقتصادي المحلي والعالمي.
وأضافت جورجييفا أن المرحلة الحالية تتطلب من الحكومات وضع سياسات مالية أكثر مرونة وتعزيز العدالة الضريبية وتحسين كفاءة تحصيل الإيرادات، مؤكدة أن الاعتماد المفرط على الديون في تمويل الإنفاق العام لم يعد مستدامًا في ظل ارتفاع تكاليف الاقتراض عالميًا.
وشهدت اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين حضور وفد مصرفي مصري رفيع المستوى، ضم حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، ونائبه رامي أبو النجا، إلى جانب عدد من قيادات البنوك المصرية من بينهم محمد الإتربي، رئيس اتحاد بنوك مصر ورئيس البنك الأهلي المصري، وهشام عكاشة، رئيس بنك مصر، وهشام عز العرب، رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي (CIB)، بالإضافة إلى حسن غانم، الرئيس التنفيذي لبنك التعمير والإسكان، وأحمد جلال، الرئيس التنفيذي لبنك تنمية الصادرات، ومحمد بدير، الرئيس التنفيذي لبنك QNB مصر.
وتنعقد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن خلال الفترة من 13 إلى 18 أكتوبر 2025، بمشاركة وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من مختلف دول العالم، إلى جانب ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني وخبراء الاقتصاد الدوليين.
وتتناول الجلسات النقاشية والندوات القضايا الاقتصادية العالمية الراهنة، أبرزها النمو الاقتصادي، التضخم، التمويل المستدام، التغيرات المناخية، والتنمية الشاملة، فضلًا عن مستقبل النظام المالي العالمي في ظل الأزمات الجيوسياسية وتحديات الديون المتصاعدة.
ويعد تقرير آفاق الاقتصاد العالمي أحد أهم التقارير التي يصدرها الصندوق خلال الاجتماعات، إذ يقدم تحليلات دقيقة وتوقعات حول أداء الاقتصاد العالمي ومجموعات الدول الرئيسية، مع التركيز على أبرز التحديات والسياسات الاقتصادية المطلوبة لتحقيق الاستقرار والنمو.
كما يُذكر أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يعقدان اجتماعات الربيع في شهر أبريل من كل عام، والاجتماعات السنوية في أكتوبر، بمشاركة كبار صناع القرار المالي والاقتصادي حول العالم، بهدف مناقشة تطورات الاقتصاد العالمي وتنسيق السياسات بين الدول الأعضاء.







