شهدت منطقة الأهرامات مؤخرًا إقامة حفل موسيقي عالمي للدي جي الإيطالي أنيما، أثار حالة واسعة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد يرى فيه نقلة ترويجية للسياحة المصرية، وآخر معارض اعتبره غير ملائم للموقع الأثري وبحسب تصريحات خاصة أدلى بها الخبير السياحي عاطف بكر عجلان لموقع خليجي سفن، فإن هذه الفعاليات تُعد أداة مهمة لتنشيط السياحة الترفيهية والشبابية التي أصبحت تمثل شريحة كبيرة من حركة السفر حول العالم.
حفلات الموسيقى العالمية ودورها في تنشيط السياحة
أوضح الخبير السياحي أن تنظيم فعاليات موسيقية عالمية مثل حفل «أنيما» أمام الأهرامات يُسهم في جذب فئات جديدة من السياح، خاصة من الشباب الأوروبي والعربي المهتمين بالفنون والموسيقى الحديثة، ما يضيف بعدًا جديدًا للمنتج السياحي المصري الذي لم يعد مقتصرًا على الآثار والمعابد فقط وأشار إلى أن هذا النوع من الفعاليات أصبح جزءًا من استراتيجية الدول الكبرى للترويج الثقافي والسياحي في آنٍ واحد.
فوائد تنظيم الحفلات الفنية أمام المعالم الأثرية:
- جذب فئة الشباب الباحثين عن التجارب الترفيهية الجديدة.
- دمج التراث التاريخي مع الفنون المعاصرة في مشهد بصري فريد.
- تسويق مصر عالميًا كوجهة تجمع بين الأصالة والحداثة.
- خلق فرص عمل جديدة في مجالات التنظيم والإنتاج والإضاءة والصوت.
موسيقى التكنو وتأثيرها على السياحة الشبابية
أكد «عجلان» أن موسيقى الـTechno التي قدّمها الفنان الإيطالي هي من أكثر الأنواع رواجًا عالميًا، شأنها شأن موسيقى الراب والبوب والجاز، إذ تعتمد على الإيقاع والمؤثرات البصرية ولا ترتبط بأي مفاهيم دينية أو رموز غامضة كما تداول البعض وشبّه الخبير الحدث بمهرجانات عالمية مثل «تومورولاند» في بلجيكا و«كواتشيلا» في أمريكا، اللتين تجتذبان مئات الآلاف من الزوار سنويًا وتحققان عوائد اقتصادية هائلة.
أنواع الموسيقى الجاذبة للسياح:
- موسيقى التكنو والإلكترونيك.
- موسيقى الراب والهيب هوب.
- موسيقى الجاز والبلوز.
- حفلات الدي جي التفاعلية والمرئية.
الأثر الاقتصادي والثقافي للحفل أمام الأهرامات
أشار الخبير السياحي إلى أن إقامة حفلات عالمية في مواقع أثرية يمنح الحدث قيمة رمزية واقتصادية كبيرة، إذ يجمع بين عبق التاريخ وروح العصر الحديث في تجربة واحدة وأضاف أن حفل «أنيما» الأخير استقطب أكثر من 10 آلاف سائح أجنبي، بإجمالي إنفاق تجاوز 20 مليون دولار، كما وفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأكثر من 3 آلاف شاب مصري في مجالات التنظيم والتجهيز.
العوائد المباشرة من الحدث:
- زيادة إشغالات الفنادق في القاهرة والجيزة.
- ارتفاع الطلب على خدمات النقل والمطاعم.
- تغطية إعلامية عالمية لموقع الأهرامات.
- تعزيز صورة مصر كوجهة للفن والسياحة الحديثة.
ردًا على الجدل حول “الطقوس الغامضة”
نفى «عجلان» تمامًا ما تم تداوله حول ارتباط هذه الحفلات بطقوس ماسونية أو رموز غير مفهومة، مؤكدًا أن مثل هذه الموسيقى تُعرض في جميع دول العالم المتقدمة، بما فيها السعودية والإمارات اللتان تستضيفان حفلات ضخمة لنجوم عالميين مثل «ديفيد جوتا» و«تييستو» وأوضح أن ما شاهده الجمهور أمام الأهرامات كان مجرد عرض بصري يعتمد على تقنيات ثلاثية الأبعاد وإضاءة متطورة، ولا يمت بصلة لأي مفاهيم دينية أو عقائدية.
شراكة طويلة الأمد لتطوير السياحة الثقافية والترفيهية
كشف الخبير السياحي أن الشركة المنظمة للحفل وقّعت اتفاقية تعاون تمتد إلى 15 عامًا مع وزارة السياحة والآثار لإدارة وترميم عدد من المواقع الأثرية المهمة مثل المتحف المصري وسقارة وقصر محمد علي وأكد أن هذا التعاون بين القطاعين العام والخاص يُعد نموذجًا ناجحًا للترويج الدولي لمصر واستثمار مواردها الثقافية في دعم السياحة المستدامة.
أهداف الاتفاقية طويلة الأمد:
- ترميم المواقع الأثرية التاريخية.
- تعزيز الفعاليات الثقافية والموسيقية في مصر.
- رفع كفاءة البنية التحتية السياحية.
- دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل مستدامه.
مصر تعود إلى خريطة الترفيه العالمية
اختتم عجلان حديثه بالتأكيد على أن إقامة حفلات موسيقية أمام الأهرامات تُعيد مصر إلى واجهة الفعاليات العالمية، وتُبرز قدرتها على الجمع بين التاريخ والفن والتكنولوجيا في مشهد واحد لا يُنسى وأضاف أن هذه الفعاليات لا تسيء للمكان الأثري كما يظن البعض، بل تُعيد تعريفه للأجيال الحديثة باعتباره رمزًا حضاريًا منفتحًا على العالم، قادرًا على استيعاب كل أشكال الإبداع الفني والثقافي.
تُظهر تجربة حفل «أنيما» أمام الأهرامات أن مصر تمضي بخطى واثقة نحو تنويع مصادر الجذب السياحي ودمج الفنون الحديثة مع التراث العريق، في رؤية توازن بين الماضي والمستقبل ومع استمرار مثل هذه الفعاليات، تُثبت مصر قدرتها على المنافسة عالميًا، وتجذب أنظار الملايين من عشاق الموسيقى والسفر حول العالم.







