استعرض الأستاذ الدكتور حمد العنقري في ندوة بعنوان “الوثائق ومسارات الدولة السعودية عبر العصور” بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025، أهمية الوثائق بوصفها مصدرًا رئيسًا لتوثيق تاريخ الدولة السعودية وتحولاتها منذ تأسيسها في الدرعية، مؤكدًا أنها تمثل مرآةً صادقة لحياة المجتمع، لكنها لا تختزل التاريخ دون الاستعانة بالمصادر الشفوية والمخطوطات المتفرقة.
وأوضح “العنقري” أن مرحلة الدرعية تُعد من أكثر المراحل غموضًا من حيث التوثيق، نظرًا لندرة الوثائق المتوافرة عنها، التي تركز أغلبها على الجوانب السياسية، بينما ظلت الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية أقل حضورًا.
وأشار إلى أن المراكز العلمية في المملكة، مثل دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية وجامعة الملك سعود ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تحتفظ اليوم بمجموعات كبيرة من الوثائق التي توثق تطور الدولة السعودية عبر عصورها الثلاثة.
كما تناول أثر الدولة السعودية الأولى في تنمية التعليم والثقافة، مؤكدًا أن الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود كان يشجع طلاب الكتاتيب ويجزل العطاء لمن يُحسن الخط، ما أسهم في انتشار التعليم وازدهار تجارة الكتب والمخطوطات.
وأكد أن دراسة الوثائق الوطنية تمثل جزءًا من بناء الوعي الوطني وتوثيق مسيرة الدولة بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز الهوية الوطنية والمعرفة التاريخية.
