دون خوان مرآة النفاق الاجتماعي لا رمز التمرد في المسرح الإسباني

يقدم النص الإسباني الكلاسيكي ماجن إشبيلية للكاتب المسرحي تيرسو دي مولينا قراءة نقدية معمقة لصورة البطل الإشكالي دون خوان الذي لطالما اعتُبر رمزًا للمغامرة والتمرد بينما تكشف الدراسة الأكاديمية الحديثة أنه لم يكن متمردًا حقيقيًا بقدر ما كان انعكاسًا لمجتمع أرستقراطي منافق يتستر بالفضيلة ويعيش ازدواجية أخلاقية صارخة.

يرصد التحليل مشاهد عدة تكشف تواطؤ السلطة في حماية النبلاء من العقاب كما في موقف عمه دون بدرو تينوريو الذي يسعى للتغطية على جريمة ابن أخيه حفاظًا على سمعة العائلة وهو ما يعكس منظومة قيم تسمح بالفساد الأخلاقي داخل الطبقة العليا وفي مقابل ذلك تُظهر الأحداث أن دون خوان يستغل مكانته الاجتماعية في ارتكاب أفعاله دون خوف من العقاب ما يؤكد أنه لا يثور على النظام بل يستفيد من ضعفه.

ويرى البحث أن الشخصية لم تمر بتطور درامي أو تحول داخلي بل ظلت ثابتة في سلوكها حتى لحظة العقاب الإلهي إذ لم يتحقق القصاص من خلال المجتمع بل من خلال تمثال الموتى في إشارة إلى عجز المجتمع الإسباني عن مواجهة فساده الداخلي.

خلصت الدراسة إلى أن مولينا قدّم دون خوان لا ليُمجده بل ليفضح تناقضات مجتمعه مؤكدة أن النموذج ذاته ما زال يتكرر في صور مختلفة حتى اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة