تنمية الساحل الشمالي والعلمين الجديدة تدعم الاقتصاد الوطني وتحفز النمو المستدام
يمثل الساحل الشمالي المصري، وخصوصاً منطقة العلمين الجديدة ورأس الحكمة، نقطة انطلاق رئيسية لدعم الاقتصاد الوطني وتنشيط الاستثمار في البلاد, فالموقع الجغرافي المتميز لهذه المناطق على البحر المتوسط، فضلاً عن المناخ الجذاب والبنية التحتية الحديثة التي تم إنشاؤها بفضل المشروعات القومية، تؤهلها لتكون وجهة جاذبة للاستثمارات العالمية.
تحولت العلمين الجديدة خلال سنوات قليلة من فكرة على الورق إلى مدينة حقيقية متكاملة تحتضن جامعات، ومناطق ترفيهية، وشواطئ سياحية، وأبراج سكنية وإدارية، بالإضافة إلى مناطق صناعية, تزايد اهتمام المستثمرين بها من دول الخليج وأوروبا، خصوصاً بعد تنظيم عدة فعاليات دولية ثقافية واقتصادية.
أما رأس الحكمة فهي تمثل مستقبل التطوير العقاري الفاخر وجذب الاستثمارات الأجنبية، وذلك بعد توقيع الحكومة اتفاقيات مع تحالفات استثمارية عالمية لإقامة مدينة جديدة تعتمد معايير المدن الذكية والسياحة المستدامة.
إن أهمية هذه التوسعات لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تشمل أيضاً الأبعاد الاجتماعية والعمرانية، حيث تساهم في تخفيف الضغط عن الوادي والدلتا، وتوفر فرص عمل للشباب وتعزز التنمية المتوازنة بين الأقاليم.
لضمان النجاح المستمر، يجب على الدولة الاستمرار في دعم هذه الرؤى من خلال تقديم حوافز استثمارية وتسهيلات للمستثمرين، وتطوير البنية التحتية بشكل منتظم، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والترويج السياحي بشكل احترافي.
ليس من المحبذ أن تقتصر الفائدة على المستثمرين فحسب، بل يجب أن تمتد لتشمل الشركات الوطنية خاصة شركات المقاولات، مما يعزز من قدرتها التنافسية ويتيح فرص عمل دائمة.
في المجمل، فإن عملية تطوير الساحل الشمالي تمثل محوراً أساسياً لرؤية مصر 2030، وتُظهر التزاماً حقيقياً بتحويل الموقع الجغرافي إلى قيمة اقتصادية مع الحفاظ على البيئة والجمالية الفريدة للمنطقة.