فنار بورسعيد يتصدر العالم كأقدم مبنى خرسانى على ضفاف القناة (صور)
في مدينة بورسعيد، يظل فنار بورسعيد رمزًا من رموز التاريخ المعماري والملاحي، حيث يقف شامخًا على ضفاف قناة السويس لأكثر من 150 عامًا, يعد هذا المعلم الفريد من نوعه أول مبنى يُشيد باستخدام الخرسانة المسلحة، وهو مثال حي على الابتكار والتطور في عالم الهندسة, لقد تحولت هذه المعلمة التاريخية إلى شاهد على إنجازات البشرية في مجال الملاحة.
بداية الفكرة ورمزية الفنار
في عام 1859، جاء المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس بفكرة بناء هذا الفنار ليكون دليلاً للسفن ويؤمن حركة الملاحة، خاصة مع بدء حفر قناة السويس, في البداية، كان هناك فنار خشبي بطول 20 مترًا، إلا أن الفنار الحالي أنتجته شركة كونييه الفرنسية، حيث قام بإدارته المهندس فرانسواه كونييه.
التصميم والمواد المتطورة
رافقت الفكرة تصميم مبتكر يجمع بين الجمال والوظيفية، حيث يتكون الفنار من واجهة مثمنة الأضلاع وارتفاعه 56 مترًا, استُخدمت فيه مواد متطورة، بما في ذلك خليط إسمنتي مع شرائح الحديد، مما ساهم في الحفاظ عليه لعقود طويلة, وعبر الكرة السوداء الموجودة في قمته، كانت السفن تُشير إلى بدء الحركة عبر القناة.
الإرث البحري والتطوير المستقبلي
مرت السنوات، وأصبح الفنار رمزًا للتراث البحري، حيث كان مرشدًا للعاملين في الترسانة البحرية, تسعى الجهات المعنية حاليًا لوضعه على الخريطة السياحية عالميًا، مع خطط متقدمة لتطويره وتعزيز أهميته.
إن فنار بورسعيد لا يمثل فقط نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، بل تجسيدًا للإبداع الهندسي الذي يواصل إلهام الأجيال الجديدة.