أشكال الشعر… مقال جديد للدكتور يعقوب يوسف الغنيم
تتطرق الثقافة العربية للشعر باعتباره أحد أقدم الفنون وأكثرها شهرة, في هذا السياق، يبرز شعراء متميزون موهوبون، لكن قضايا الفروق بين الأنماط الشعرية غالبا ما تحتاج لشيء من الإيضاح, يوضح لنا د, يعقوب يوسف الغنيم في حديثه أن الأسلوب في كتابة الشعر له نوعان رئيسيان, الأول هو الشعر الفصيح الذي يحمل في طياته تراث العرب القديم، وهو ما يعثر عليه الكثيرون في دواوين الشعراء المعتبرين.
بينما يأتي النوع الثاني بأصوات محلية تعكس عادات وتقاليد المجتمعات, في الكويت، على سبيل المثال، نجد الشعر الفصيح متواجدًا بجانب الشعر باللهجة العامية, يُعرف الشعر النبطي، الذي يمزج بين الفصيح والعامي، بكونه أكثر طولًا ويتميز بشعراء بارزين مثل عبدالله الفرج وحمود الناصر البدر.
أنواع الشعر الشعبي
للشعر الشعبي الكويتي أقسام متعددة، حيث ينتشر في المناسبات المختلفة مثل الأعياد والأفراح, ومن أبرز الأنواع الشعبية التي تُغنى في تلك المناسبات هو الشعر البحري, تُعتبر "التنازيل البحرية" من أبرز الأنواع، حيث تُردد بين البحارة لإضفاء الروح والنشاط في أثناء العمل.
النهمة والنهام
تتضمن الثقافة البحرية أيضًا ما يُعرف بـ "النهمة"، وهو فن غنائي يقوم به النهام, في البحار، يُستخدم هذا النوع من الغناء لإلهام الزملاء وتوثيق الروابط بين البحارة, النهمة تُضفي نوعًا من الألفة بين العاملين وتتحدى صعوبات العمل عبر الأصوات المنبعثة.
ويؤكد د, يعقوب أن الشعر يحمل في طياته تاريخًا عميقًا وثقافة غنية، وقد أثر الشعراء في فن الزهيريات، كما فعل عبدالله الفرج ومحمد الفوزان وحمود الناصر البدر، محققين مكانة عالية في عالم الشعر الشعبي.
في النهاية، تبقى الشعراء هم المرايا التي تعكس ثقافة مجتمعاتهم وتاريخهم، وتستمر الأجيال في نقل هذه الفنون بأصواتهم وألحانهم، مما يجعلها متجددة دائمًا.