دراسة جديدة تكشف: دماغك يراك في الماضي وليس الحاضر

تتعرض رؤيتنا للعالم إلى تحول مستمر، حيث تكشف دراسة حديثة عن أن ما نظنه لحظة حاضرة قد يكون في الحقيقة تكراراً لما رأيناه قبل 15 ثانية, ووفقاً للبحث الذي نُشر في مجلة “ساينس أدفانسز” في عام 2022، يقول الباحثون إن دماغنا يمزج الصور السابقة لخلق تجربة متواصلة بدلاً من استيعاب العالم في الوقت الحقيقي.

يُظهر هذا البحث المدهش أن دماغنا يتأخر في معالجة المعلومات البصرية، ويقوم بتكوين تمثيل ثابت لما يحدث حولنا, يُعرف هذا التأثير بـ “الوهم البصري غير المعروف” والذي يحافظ على استقرار رؤيتنا في عالم مليء بالتغيرات, فعندما تتراقص الأضواء أو تتحرك الأجسام بسرعة، يتمكن الدماغ من تقديم صورة واضحة ومتناسقة بدلاً من مواجهة الفوضى في اللحظة الحالية.

قد تشاهد:  إطلاق نسخة جديدة من تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة منتصف سبتمبر

كما توضح الدراسة أن هذا التأخير ليس عيباً، بل سمة حيوية تساعدنا على التأقلم, فبدلاً من استنزاف طاقتنا العقلية، يُقدم الدماغ لنا صورًا هادئة عوضًا عن تفاعلات سريعة, يمزج الدماغ بين ما نشاهده الآن وما ألمحناه سابقاً، ما يُسهل علينا التركيز وتفادي التشتت.

تُظهر النتائج أيضاً أن دماغنا يحتفظ بالذكريات البصرية لفترة تصل إلى 15 ثانية, وبالرغم من أنه يبدو كأنه وقت طويل، فإن هذه التقنية تساعدنا في التعامل مع التغيرات المستمرة في بيئتنا, ومن المهم أن ندرك أن إدراكنا للواقع قد يكون مزيجاً من ذكريات سابقة، مما يدعو البعض للتساؤل حول معنى “عيش اللحظة”.

قد تشاهد:  تراجع "بتكوين" تحت تأثير الرسوم الأمريكية الجديدة ومخاوف الأسواق

إذا كان ما نختبره مبنياً على الماضي، فإن إدراكنا للزمن الحالي يصبح تجربة موجهة بشكل أعمق من مجرد تفاعل آنٍ, نحن نعيش في عالم تحت قيادة ذاكرتنا وإدراكنا، مما يجعلنا نعيد تفسير مفهوم الحضور الحقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى